أيام جامعة بغداد 1971

مواقع مختارة

سجل الزوار

نيسان الربيع والاربعاء

نيسان الربيع والاربعاء
أنباء مصورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

البوم الصور

المتواجدين حاليا

هل يبقى الايزيدي غريبا في كردستانه



سفو قوال
رئيس تحريربحزاني نت


16042008 هانوفر

أن الاغتراب يختلف عن الغربة التي تعني انتقال الفرد من بلده ووطنه وأهله إلى آخر يختلف عنه. والاغتراب ورد بمعنى الانفصال العقلي المتمثل في الكائن المغترب. فقد استخدم في البداية بمعنى الحط من قدر الإنسان وإهدار فرديته نتيجة .ويرى أفلاطون أن الاغتراب هو التأمل الحق بحالة الكائن الذي فقد وعيه بذاته فصار الآخر مغترباً عنه، وهيجل يعرف الاغتراب بأنه هو الانفصال. إذن الاغتراب هو انفصال ذات المرء عن الآخرين.
ويتبين ان الاغتراب مرحلة تفتح عندما تتعارض اختيارات المرء مع المعايير العامة . ان مجتمعاً تسوده ثقافة العنف واخضاع الآخر الضعيف والمختلف عن الاكثرية أو عن السلطة الحاكمة و العيش فترات طويلة من التعسف والتسلط والحكم الشمولي، يقضي على الشعور بالمواطنة والاعتزاز بها والولاء للوطن بعد عقود من مصادرتها لصالح الحاكم ، والتضييق ضد التطرف والتعصب الديني المتفاقم.وهنا يكون المرء مهيئاً للدخول في مرحلة الاغتراب التي تؤدي إلى العزلة الاجتماعية. فيصبح الإنسان هامشيا في مجتمعه وغريبا فيه وتصبح الحياة بالنسبة له بلا معنى وغير محتملة وفي الحالة الايزيدية يصل به الاغتراب إلى درجة فقدان الامل في وطن لايحترم وجودك وانت في كل لحظة مشروع للقتل, لانك كافر .لقد اثبتت احداث الشيخان سنة 1995 وسنة 2007 والتي تعتبر اكثر خطورة من كارثة سنجار , حيث تجمعت عشائر كردية كنا ننتظر ان تكون لنا عونا في محننا لتغزو الايزيدين وتسفك دمائهم , لقد قتلت الطمأنينة والأمان في نفوس الايزيدين . فلم يعد غد كردستان موثوقا .الموضوع الحيوي الذي يتناول الوجود الايزيدي المغيب في كردستان والذي يبذل فيه الاخ هوشنك بالتعاون مع بحزاني نت مجهودا كبيرا من اجل وضع النقاط على الحروف , وكشف الثغرات الخطيرة التي تشوب الفوق الكردي .

لايهدف الى التعرض المجرد والانتقاص من القيادات الكردية بل انه يكشف عن الخطر المحدق بها وبكردستان والمكونات الكردستانية وخاصة الايزيدين .ان فساد الحكم الكردي وامتهان المسؤولين السياسيين لسرقة اموال الشعب , واعادة الكثير من البعثيين السابقين الى سدة الحكم الكردي , وابعاد المخلصين من ابناء كردستان اللذين قضوا حياتهم في الكفاح الطويل المدى لامر مؤلم ومؤسف . فقد بات القائمون على كردستان يتفاخرون بالاموال التي ابتلعوها بدلا من تفاخرهم بمنجزاتهم .وصل الوضع منحى خطير لايمكن السكوت عنه ولابد للصحافة السلطة الرابعة بالتصدي له , ومحاولة ايقاف الخطر المحدق بالبلد , بعدما ادى الفساد الاداري الخطير الى انتشار الاصولية الاسلامية الكردية المعروفة تاريخيا بعدائها الشديد للايزيدين والمذابح الكبيرة التي ارتكبتها بحقهم مما ولد خوفا كبيرا لدى الايزيدين وتجلى ذالك في الهجرة الشبه جماعية التي تسود المناطق الايزيدية.في خضم هذا الحوار يدخل علينا السيد تفشو لادخالنا في حوار جانبي عقيم بعيد عن قضيتنا الاساسية والمهمة , فقد كان الاولى به ان يساهم بالكتابة في صلب الموضوع اغناءً للحوار .لوكان الكلام الذي كتبه السيد تفشو , كتبه احد الاخوة الايزيديين لكنا محيناه مباشرة , ولكننا تقصدنا ابقائه للاجابة عليه وتفنيده , لاننا على ثقة بان وجهة النظر هذه تمثل رأي العديد من الكورد السنة والقيادات السياسية . فهي تعبر عن تفكير فوقي ينظر الى الايزيدين باستصغار , لابل يعتبرهم قاصرين أو دونيين , يجب التفكير بهم واختيار توجهاتهم السياسية والثقافية .السيد تفشو يقولسؤالي لجميع المشاركين هو هل ترون ان الحل الامثل لمحاربة حكومتي الفاسدة هو بتغيير قوميتي وتشكيل حزب ديني والتساؤل ينطبق على كل الذين يعانون من فساد الفوق الكوردي سواء كانوا ايزيديين او مسلمين او علمانين لايؤمنون بالدين مطلقا.باعتقادي ان خلط الدين بالسياسة لهو من اكبر المصائب التي تبتلي بها المجتمعات والدلائل كثيرة ايران, حركة حماسلقد اجاب الاخ وسام جوهر والاخت سندس النجار باسلوب جميل وحضاري على الاتهامات الزائفة التي اثارها السيد تفشو. وكنا نأمل من الاخ كريم المساهمة في الحوار والرد على التهم الموجهة للايزيدين ولمثقفيهم والكل يعلم انها تهم جاهزة . كان لابد من التوقف عند الاستعلاء القومي للقومجين الكرد اللذين يجارون الفكر القومي الشوفيني العربي ويقلدونه , كما يتبع اكثر السياسين الحالين اسلوب صدام في الحكم , اللذي طالما عانا منه الكورد وسبب لهم الويلات .فتحت ستار الهوية العراقية كان يجري ابتلاع الهوية الكردية والثقافة الكردية . والان تحت ستار الهوية القومية الكردية يراد محو هويات فيلية وايزيدية وشبكية . في حين أن الهوية الصورانية والهوية البهدينانية سببت في انقسام الحركة الكردية الى طرفين متناحرين وحولتهم الى نمور مفترسة , مارسوا القتل والتصفية الجماعية ونحر المخلصين من ابناء كردستان . هويات عشائرية صغيرة نمت واصبحت اهم من الهوية الكوردية , فالهوية الزيبارية استوطنت اركان الجيش العراقي ووزارة الخارجية العراقية , الوزارة الكردية وكوادرها المكونة من الاف الدبلوماسيين لم يدخلها ايزيدي واحد لحد الان ... لماذا . والهوية البارزانية الم تصبح اكبر من الهوية الكردية .تسمون انفسكم كردا وتسمونهم بالكرد الايزيدين , وهنا يجري تقسيم جائر , فالكورد السنة في نظرهم , هم الكورد وهم العلمانيين وهم القوميين والمدافعين عن كردستان والكورد الايزيديين متهمين بالاصولية واللا كوردية , والعروبية , وهنا يكمن السؤال اليس هذا التقسيم يعبر عن الغرق في الطائفية السنية الكردية , اليس اجحافا بحق شعب علماني مكافح , تاريخه كله دماء وموت زؤام .

من كان يقتل من على الهوية الدينية او الطائفية , من الذي زرع ثقافة الكراهية والفكر التكفيري؟ وما ذنب الايزيديين سوى انهم يدينون بديانة عريقة وحفظوا تراثهم القديم . قدموا اكثر من مليوني ضحية , لقد اصبح الحلم الايزيدي يختصر بالعلمانية والتخلص من القهر الديني والتمييز الديني , هكذا كانت الارض الايزيدية خصبة في تقبل الفكر الماركسي خصوصا والعلماني عموما . هنا اؤكد جازما ان اكثر طيف علماني في العراق هم الايزيديون حيث لاتتجاوز نسبة اللذين يؤدون صلواتهم 10% , بعكس الكورد السنة حيث ان الاصولين والمتعاطفين معهم تتجاوز نسبتهم 60 % .ان مرجعية الاصولية الكردية المسلمة هي اما السعودية اوايران , في حين ان مرجعية الايزيدين الدينية هي لالش في جنوب كردستان . والسؤال هنا ما الذي يربط الايزيديين بالعروبية , بالتأكيد لايوجد أي دافع فكري اوعقائدي , لكن الروابط الانسانية والوطنية فقط هي التي تجمع كل الاطياف العراقية .سنة 1959 عندما كان للشيوعيين المتحالفين مع عبد الكريم قاسم دورا قويا داخل الحكم , الامر اللذي اثار حفيظة الاصوليين والرجعيين , مما دفع بعض كبار المسلمين في سنجار للبحث عن وسيلة لمقاومة الحكم القائم , فحاولوا اقناع السيد خدر صالحوك اللذي كان ابرز رجالات الايزيدين في سنجار واشدهم تدينا .
 
حيث ذهبوا وقالو له : هناك ناس كفار لايؤمنون بالله ويكفرون به , فانزعج كثيرا ولم يتوقع ان يسمع يوما هكذا كلام , ثم قالوا له انهم يحللون زواج الاخت والام , فثارت عصبيته و ثم هدأ وفكر وقال لهم ماذا تريدون مني , فقالوا ان نتحالف لمحاربتهم , فتشكك في نياتهم , ثم عاد وسألهم ومالذي سيفعلونه , فقالوا له سيهدمون معابدكم وجوامعهم . تفتحت اساريره وافتهم الامر فقال لهم , هؤلاء مفيدين لنا , لانهم اذا ازالوا جوامعكم فليزيلوا بعدها معابدنا . هذا الرجل الكبير في العمر والبعيد عن المدينة والحضارة احس بضرورة العلمانية لمعالجة مشكلة الاقليات . السيد تفشو يقولواخيرا لاحظت ومن قراءتي لبحثك ان كل من يحمل اسما عربيا قحا يسعى لسلخ الايزيدياتي عن الكوردياتي والامثلة .ان الاسماء العربية في عراق يحكمه العرب والاسلام منذ 1400 عام امر طبيعي , الم يكن الاجدر بك ان تتحدث عن اسماء الرئيسين والوزراء الكرد والقيادات الحزبية , اليس جلهم اسماء عربية , هل يجب ان نتهمهم بكرديتهم . الم يرفض القائد محمود الحفيد حرية كردستان ويضع منديلا على يده ليقدمه للبريطانيين "الانجاس" اللذين عرضوا عليه حرية شعبه , فجعلها قربانا لاسلامه . الم يعمل الامير محمد الراوندوزي السيف لنحر رقاب مئات الالوف من الايزيديين اثر فتوى ملا ختي في تنظيف كردستان منهم , وسلم كردستان للجيش التركي الغازي , لانه حرام مقاتلة المسلمين .ان القيادات الكردية اما انها غير علمانية اوانها غيرمدركة لاتعرف قيمة الايزيدين , فلو تصرفت بصدق وانسانية مع الايزيدين , وعمرت مناطقهم ووفرت لهم الفرصة للتمتع بالمواطنة الحقة , لوجدت فيهم اخلص شعوب المنطقة واقربهم لها , وسيكون كل الايزيدين الداعم الاكبر لها .

0 التعليقات:

ترجم المدونة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

مقالات الكاتب

أرشيف المدونة الشهري

آخر الأخبار من بحزاني نت

المواضيع العشرة الأخيرة

متى تشرق الشمس

توقيت برلين

موسوعة ويكيبيديا