أيام جامعة بغداد 1971

مواقع مختارة

سجل الزوار

نيسان الربيع والاربعاء

نيسان الربيع والاربعاء
أنباء مصورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

البوم الصور

المتواجدين حاليا

الإيزيديون إلى أين؟ حوار مع المثقفين الأيزيديين


الإيزيديون إلى أين؟
ملف خاص ب"بحزاني نت"
هذه دعوة للحوار والنقاش مع المثقفين الأيزيديين


الإيزيديون هم ضحايا قضية قديمة جديدة، كانت ولا تزال. هم ضحايا قضيتهم مرتين مرةً في كونهم إيزيديون مختلفون دينيا ، وأخرى في كونهم  "أكراد أصلاء" من كردستان. هم كانوا ولا يزالون ضحايا هذا الإنتماء المزدوج منذ أن خلق الله عباده "شعوباً وقبائل".
الإيزيديون كما يشهد على ذلك تاريخهم الثقيل والمثخن بالجراح ، ذاقوا من الفرمانات وحملات القتل والتنكيل الأمرين، وتعرضوا خلالها لأشد وأعنف أنواع القتل والإضطهاد.  


حتى سبعينيات القرن الماضي لم تسمح ظروف الإيزيديين أن يكتبوا هم أنفسهم عن تاريخ دينهم ويبحثوا فيه، وإنما الآخر كان سباقاً إلى كتابة هذا التاريخ، وغالباً كما كانت تروق له إيديولوجيته. لهذا تعرضت الكتابة عن الإيزيديين للكثير من التشويه والتزييف والتسييس. 


منهم من عرّب الإيزيديين واعتبرهم من "بني قحطان وعدنان"، ومنهم من اعتبرهم "أمويين أقحاح" من "ملة يزيد بن معاوبة الأموي"، ومنهم من اعتبرهم من "أتباع يزيدي الجعفي"، ومنهم من درسهم ك"مسلمين أصلاء"، ومنهم من كتب عنهم بكونهم "نصارى أقحاح"، ومنهم من كتب في أحوال دينهم بإعتبارهم "أتباع زردشت"...إلخ. 


جلّ المحاولات التي بذلت في مجال البحث والتنقيب عن الإيزيدية، حتى سبعينيات القرن الماضي، كانت عبارة عن محاولات سعى فيها لترويض الإيزيدية بجعلها "نحلة إسلامية" أو ملةً من مللها. 


وبقراءة التاريخ البعيد للإيزيدية سيلحظ الباحث المتفحص أنّ جل الفرمانات التي تعرض لها الإيزيديون، كانت فرمانات "دينية بحتة" قام بها أهل الدين الحاكم، لإبادة الإيزيديين بمجرد كونهم مختلفين. 


في فترة السبعينيات من القرن الماضي ظهر حراك إيزيدي تتوج عبر نشاطات طلابية كانت يّعد لها في صفوف جامعة بغداد وتلتها جامعة الموصل, حاول فئة نت الشباب المتنورين خطف قضيتهم من أيدي الآخر والبحث فيها والتأريخ لها والدفاع عنها. تبلورت هذه النشاطات وتمحورت في الشخصية الإيزيدية المعروفة الشهيد حيدر نزام، الذي حمل آنذاك فكرة التأسيس لحزب إيزيدي(الحزب التقدمي الإيزيدي) يدافع من خلال برنامجه عن قضايا الإيزيديين. لذا يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة الشهيد حيدر نزام. 


مع دخول القضية الكردية في المحافل الدولية، وحصول الأكراد بعد انتفاضة 1991 على الحكم الذاتي في مناطقهم الواقعة وراء خط العرض 36 وتشكيلهم لكيان شبه مستقل دخلت الإيزيدية معها مرحلة جديدة، حيث خرجت الكتابة عنها من مرحلة الإحتكار لأقلام الآخر لتصبح الكتابة عنها صناعة إيزيدية، بأيدي كتاب وباحثين أيزيديين، فظهرت في هذه المرحلة كتابات وأبحاث ومجلات ومراكز دعا المقيمون عليها إلى "استقلالية الخصوصية الإيزيدية"، بإعتبارها "خصوصية دينية ثقافية" في إطار ثقافتها الكردية العامة. 


مع سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان 2003 دخلت القضية الإيزيدية منعطفاً جديداً، كحال كل العراقيين. حيث بشر الإيزيديون خيراً بسقوط نظام الطاغية الذي عاث في أرضهم فساداً، وعرّبهم ودمّر قراهم فضلاً عن مجمل ممكنات حياتهم.
هم بشروا خيراً بالعراق الجديد الذي اعتقدوا أنهم سيخلصهم من حرمانهم من حقوقهم كإيزيديين لهم خصوصيتهم ووجودهم الخاص بهم. كما بشروا بكردستانهم خيراً التي فيها رأوا كل أحلامهم وغدهم القادم وهم "أكرادها الأصلاء". 


الآن مضى على هذا العراق الجديد 6 سنوات وكردستان الجديدة 18 سنة فماذا كانت النتيجة وماذا حصد الإيزيديون منهما من محاصيل؟
من يقرأ في واقع الإيزيديين سيلحظ أن الإيزيدي لم يضع حقوقه كعراقي في بغداد أو كردي في هولير فحسب، وإنما فقد الكثير من حياته وأمنه واستقراره وحاضره ومستقبله أيضاً.
هو في بغداد متهم بأنه كردي، وفي هولير بأنه إيزيدي يعبد الشيطان.
هو هناك في بغداد مهمّش، وهنا في هولير "كردي أصيل" بالحكي ومقصي ومبعد عن كل مراكز القرار ويتسول على أبواب الأحزاب لقاء كرسي احتياط في البرلمان أو وزير معطل في الحكومة. 


نتيجة للسياسات الكردية الخاطئة تجاه القضية الإيزيدية، بدأت الأصوات الإيزيدية تتعالى في السنوات الأخيرة تندد بقادة الأحزاب الكردية الحاكمة وتشكو من سوء إدارتها لقضاياهم وتهميشهم لحقوقهم. الشارع الإيزيدي على كرديته(كأكراد أصلاد كما يقول قادة الأحزاب الكردية) بات يكره كرديته التي تطارده هناك في بغداد وتهمشه هنا في هولير. 


هذا الغليان في الشارع الإيزيدي الذي يزداد يوماً بعد يوماً حوّله من شارع كردي مطيع إلى شارع كردي متمرد، ما أدى إلى ظهور أصوات إيزيدية كثيرة، مستقلة وحزبية تطالب برفع هذا الغبن عن الإيزيديين وإعطاءهم حقوقهم أسوةً بسواهم من العراقيين في بغداد والأكراد في هولير. 


كنتيجة لهذا الغليان ظهرت مؤخراً قوى ايزيدية مختلفة للدخول في معركة الإنتخابات العراقية القادمة. وذلك في إشارةٍ واضحة إلى منافسة القائمة الكردستانية التي كانت تحصل في كل الإنتخابات السابقة على الغالبية الساحقة من أصوات الإيزيديين. 





في ظل هذه التطورات والتحولات التي تحصل في الشارع الإيزيدي، يطرح السؤال الجوهري نفسه، ترى إلى أين يتجه الإيزيديون؟
لماذا إرتأى الإيزيديون العمل بمعزل عن أحزابهم الكردية التي طالما أطاعوها؟
كيف ستؤثر التحولات الأخيرة الممثلة بظهور التيارات الجديدة(القائمة المستقلة وسخط بعض الشخصيات الحزبية والحراك الشعبي الأيزيدي مثلاً) في القضية الإيزيدية؟
أين تكمن مصلحة الإيزيديين في الإنتخابات القادمة، مع بغداد أم مع هولير، أم مع أنفسهم وحدهم؟
هل ان نظام الكوتة بضوابط نسبية يعتبر الحل الامثل لمشاركة الايزيدين العادلة في معظم اجهزة الدولة ؟
ما هو الحل الأمثل للإيزيديين في العراق، الإنضمام إلى هولير أم إلى بغداد، أم المطالبة بحكم ذاتي مع الأقليات الأخرى في سهل نينوى لمناطقهم؟
ما هو مستقبل الإيزيديين السياسي في العراق بعامة وفي كردستان بخاصة؟

سفو قوال سليمان



رئيس تحرير بحزاني نت
7.10.2009

0 التعليقات:

ترجم المدونة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

مقالات الكاتب

أرشيف المدونة الشهري

آخر الأخبار من بحزاني نت

المواضيع العشرة الأخيرة

متى تشرق الشمس

توقيت برلين

موسوعة ويكيبيديا