سفو قوال سليمان

مؤسسة قنديل الخيرية مهمة الخيرين في المهجر والوطن
سفو قوال سليمان
قنديل في 9/6/2002

لقد عانى مجتمعنا من نوع خاص من صراعات بدأت من خمسينات القرن الماضي , حيث كان عامة الايزيدين يطالبون بإصلاحات المؤسسة الدينية القائمة , وبتفعيل دور المجلس الديني الاعلى و وقيام ادارة جماعية تعني بشؤون الايزيدين الروحية والاجتماعية . كادت تلك الصراعات ان تمزق المجتمع الايزيدي , فعطلت دور رجال الدين واحالتهم الى باحثين عن لقمة عيشهم بدلا من يعملوا على تغذية القيم الروحية والاجتماعية في مجتمعهم . ولعبت رموز الادارة الدينية دورا كبيرا في اضعاف مجتمعنا من خلال الاهتمام بزيادة تكريس سلطتها وتكديس اموالها .

لكن الايزيدين جاهدوا كثيرا من اجل اعادة بناء مجتمعهم , ففي السنين الاخيرة قامت نشاطات فردية على مستوى القرى بترميم وبناء المعابد والمزارات وايجاد اشكال من الادارة الدينية والاجتماعية في قراهم , كما شهدت انطلاقة بعض المدارس الدينية للاطفال في هذه القرى و وتأسست مراكز ثقافية وأجتماعية في المهجر والوطن وتم اصدار مجلات ودوريات تعني يالشؤون الايزيدية , هذه العوامل كلها لعبت دورا كبيرا في انطلاقة الفرد للتعريف بثقافته وابراز كيانه الاجتماعي .

واخيرا تشكلت مؤسستان احداهما في الوطن والاخرى في المهجر وضعت بصيصا من النور في طريق الخير ليرسخ نفسه في قلوبنا , وهنا يكمن سر المقولة السنجارية من الخير يأتي الخير ومن الشر يأتي الشر فالايزيديون تواقون للخير ينتظرون الفرصة المناسبة لاثبات صدقهم وليحصدوا نتيجة زرعهم .

اما الهيئة الأولى فهي لجنة الصندوق الخيري التابعة للمجلس الروحاني الاعلى المكونة في الوطن والتي وضع الامير تحسين بك تحت تصرفها مبلغ 37 من خيرات الايزيدية لهذه السنة لتبدأ بأعمار لالش وتقديم المساعدات للمحتاجين والطلبة . وهذا عمل نكن له الاحترام وقد ادخل المسرة في قلوبنا . لتبدأ مرحلة العمل الجماعي في ادارة الامور الايزيدية , آملين بقيام نظام مؤسساتي يستند الى متطلبات العصر و ويكون مبنيا على التعاون والتكاتف , ونحن نقدر عاليا للامير تحسين بك والمجلس الديني هذا العمل , أملين تطويره وترسيخه في طريق اعادة بناء مؤسستنا الدينية .

والمؤسسة الثانية الجديدة والتي تشعل مسيرة التنمية والتطور العلمي في المجتمع تلك هي انطلاقة مؤسسة قنديل الخيرية لتزيد من تلاحم جاليتنا في العمل من اجل تخفيف العوز وتوفير الفرص لطلبتنا في الوطن لاستمرار دراستهم الجامعية .

لقد كنا سابقا فلاحين ورعاة نسكن القرى ونعاني من الفقر والجهل والتقوقع في قرانا , ثم دخلنا المدارس فتهافتنا عليها , وهكذا تخرج جيل كبير من المعلين والمهندسين والاطباء والمحامين ليثبت جدارته ووجوده واحترامه في مجتمع واسع , فكان العلم مشعلا اخرجنا الى اصقاع العالم , وازدادت نسبة خريجي الجامعات في المناطق التي يقطنها الايزيدين بشكل هائل .

هذه المسيرة العلمية بحاجة الى الدعم , وهنا يكمن سر التجاوب الكبير مع مؤسسة قنديل , فالجميع تواقون لتقديم المساعدة مما يعزز التعاون والتواصل بين المهجر والوطن , فجراح الاهل في الوطن كثيرة من فقر مرض , ولابد ان نضع ايدينا على احدى الجروح لنخفف عنها الالم , وهذا يضع واجبا مقدسا على كل افراد جاليتنا لتقديم المساعدات للاهل في الوطن حيث يجب ان تنهض الهمم وان لا يتقاعس البعض , خاصة ونحن نرى ان مساعدات مؤسسة قنديل الخيرية قد وزعت فعلا على 60 طالبا في شهر ايار وهي في تزايد مستمر .

ولايسعنا هنا الا ان نسجل احترامنا الكبير للجنة المكلفة في الموصل السادة قوال سليمان ـ علي سيدو ـ حسن نرمو ـ خديدة بابيري ـ شيخ كالو التي سهلت ايصال المساعدات وبذلت جهودا كبيرة لهذا العمل وتخطي العراقيل , فكان اصرارها وتفانيها دافعا لتطوير هذا العمل .

وهنا يقع الواجب الاخلاقي على كل الايزيدين في الوطن من المجلس الديني والوجوه الاجتماعية والديني وكل الخيرين اينما كانو لدعم هذا العمل , وكل اعمال الخير الاخرى , فالضرورة والحاجة تحتم انجاح واستمرار هذه المؤسسة , وبالتاكيد فان تكاتفنا جميعا سوف يقدم هذا العمل التاريخي نحو الامام لكون السنة الدراسية القادمة اكثر نفعا , ولتشمل المنح الدراسية اكبر عددمن الطلبة الفقراء .

هانوفر