أيام جامعة بغداد 1971

مواقع مختارة

سجل الزوار

نيسان الربيع والاربعاء

نيسان الربيع والاربعاء
أنباء مصورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

البوم الصور

المتواجدين حاليا

اعباء بعض التقاليد الاجتماعية على كاهل المغتربين






اعباء بعض التقاليد الاجتماعية على كاهل المغتربين

سفو قوال سليمان
قنديل في 6 ـ01 ـ 2002

لقد تركنا اوطاننا وتغربنا بحثال عن الحرية وتحقيق الذات , فاذا بنا نجد انفسنا نغرق في عادات وتقاليد بدأت تسلبنا حريتنا , بل جعلنا اسرى لواقع اجتماعي اخذ بالاستفحال يوما بعد آخر .
كانت مناسبات وحفلات الزفاف والختان والعزاء في الوطن مسائل إجتماعية حيوية وتعطي للمجتمع خصوصياته وتزيد من ترابطه وتماسكه . لقد كانت البيوت والقرى متقاربة من بعضها فلا يحتاج المرء سوى دقائق للوصول الى مكان الحفل او التعزية . فيقوم المرء بواجبه الاجتماعي على اكمل وجه .
ولكننا هنا في المانيا تشرذمنا وتفرقنا في مدن متباعدة ـ احيانا مئات الكيلومترات ـ ورغم ذالك نطبق تلك العادات بحذافيرها هنا , حتى صارت تثقل كاهلنا , بل ان بعض العادات التي نتلمسها في المهجر ابعد بكثير عما كان يطبق في الوطن . فمثلا في حفلات الزفاف يتم ايجار قاعات كبيرة ويريد صاحب الحفلة حضورا جماهيريا غفيرا و فيحرج الآخرين بدعوة مئات العوائل حتى ولو كانوا يبعدوا مئات الكيلومترات , ليدفعوا المال , فيتباهى بحجم الحضور والمبلغ الذي جمع خلال الحفلة , واحيانا كثيرة يعلن ذالك على الميكرفون .
لقد لعبت فكرة ـ جمع المال في العرس ـ دورا سيئا في زيادة المهور , لان المسألة ادت في كثير من الحلات الى مزايدات تجارية ومنافسة على حساب قيمنا الشرقية الاصيلة , والى فشل تجارب زواج كثيرة وزيادة التمزق العائلي .
اما حفلات الختان فهي الاكثر غرابة , فقد تلاشت في الوطن والبعض يريد احيائها هنا بصيغ تجارية . اما التعازي فرغم انه امرجميل ان يلتف الاصدقاء حول اقارب المتوفي , فيعطوه حافزا للصب , فيحس هو بدوره بالمؤاساة لقلل من كربه , إلا ان الامر احيانا يتجاوز الحدود .ففي حين ارى ان وفاة شخص هنا في المهجر , يحتاج منا جميعا الوقوف الى جانب اهل المتوفي وزيارتهم ومساعدتهم , خاصة وان مراسيم وتكاليف العزاء والدفن هنا غالية , وضروف الغربة صعبة, فينظر المعزي الى معارفه بعين الشوق كي يقفواالى جانبه في عزاءه .
ولكن من جانب آخر ارى ان ترتيب مجالس العزاء هنا في المانيا لاجل اشخاص توفوا في الوطن أمر يحتاج الى التافته خاصة منا . فالبعض يفتح عزاء ابن عمه او احد اقاربه من الدرجة الثالثة او الرابعة ... حتى آلت ان نخرج من عزاء لندخل عزاء أخر , وكلها بعيدة عن بعضها ز فتستنزف قوانا وجيوبنا ونترك عوائلنا واطفالنا , خاصة لايمر اسبوع ولاتحصل فيه وفاة في الوطن , ونحن هنا في المهجر علينا بدفع الضريبة .
لقد كادت بعض تقاليدنا ان تتحول الى متاجرة وتفقد مغزاها , فما دام اهل المتوفي في الوطن يقومون بواجب العزاء وفق مراسيم وأعراف دينية كل حسب عاداته , وما دام اهلنا نحن المغتربين يزورون بعضهم ويقومون بالواجب هناك , فما الداعي ان نقوم نحن بنفس المراسيم وبنفس الاسلوب مع اختاف الزمان والمكان .

ولهذه الاسباب اعتقد انه من الصواب ان تحدد هذه المناسبات بالشكل التالي :

1 ـ ان لايقوم الناس بتأجير الصالات وارسال الدعوات الرسمية في مناسبات الختان , بل اقامة مأدبة غداء لمجموعة صغيرة الجيران المقربين من المدينة التي يسكنها صاحب الحفل .

2 ـ ان تقتصر دعوات حفلات الزفاف على المعارف اللذين لايبعدون اكثر من 100 كم , فيوفر على القاطنين في اماكن بعيدة مشاق السفر , ويتم وضع حد لمنافسات تقديم الهدية المالية , وتحديدها بـ 50 مارك فقط .

3 ـ ان تقتصر مجالس العزاء على يومي السبت والاحد فقط , وعلى اللذين لايبعدون اكثر من 50 كم عن مكان العزاء , اما الساكنين في المدن البعيدة فيكتفون بالاتصال الهاتفي وان لا تقدم مبالغ مالية لاهل المتوفي , في حالة كون العزاء لاحد المتوفيين في الوطن . وكحالة استثنائية اذا كان المتوفي مقيما هنا , فيفترض بالجميع القيام بواجب العزاء , ومساعدة اهل المتوفي .

وأخيرا أتمنى انيتفهم القراء الافاضل هذه المسالة وظروفها وينظروا اليها بعين موضوعية .

نشرت في جريدة قنديل في 6/
1/2002

0 التعليقات:

ترجم المدونة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean

مقالات الكاتب

أرشيف المدونة الشهري

آخر الأخبار من بحزاني نت

المواضيع العشرة الأخيرة

متى تشرق الشمس

توقيت برلين

موسوعة ويكيبيديا